mimina-tatay - Mimina tatay
Mimina tatay

242 posts

Mimina-tatay - Mimina Tatay - Tumblr Blog

2 years ago

“Sometimes you miss the memories, not the person.”

Sometimes You Miss The Memories, Not The Person.

25.08.2022

Mimina tatay

2 years ago

تِلك اللّيلة، وعِند الدمعة العشرون، نِمت، وكان نوماً مصحوباً بالأَنين، عادةً ما تُرافقني نغزات القلب، ولكنّ أُلفتها لي كانت مُضاعفة حينها، لم أتحرك كثيراً أثناء نَومي، حتى لا يتقلّب معي الألم، لا أُريد أن أراه من جهتين، أريده نائماً فوق قلبي ساكناً مُتناغماً مع نبضي، كانت ليلة رمادية، أحترق فيها الكثير مِن الأمل.

في الصباح وعند جلوسي، كانت لحظاتٍ منسيّة لم أتذكر من أنا، بعد دقيقة تقريباً عادت بي الحياة إلىٰ الوراء، إلى البارحة، تذكرتُ كُل شيء، وكان طعم الدمع مالحاً، فطوري المعتاد في صباحٍ كَهذا.

بعدَ يومين، غيّرت إتجاه سريري، مُقابل النافذة تحديداً، فَالنافذة مِثلي، فَجوة تحتضِن حائط مُتصدّع يَتسلل منه النور رغماً عنه، أعتقد أن مُخترع النافذة كان يعلم أنّ الجدار يحتاج أن يتنهّد أحياناً، غيّرتُ إتجاه مكتبتي أيضاً، جعلتها فوق رأسي، لكي أنظر إليها كل ليلة وأرىٰ أن هناك كلمات كثيرة تفوتني، ورائحة الورق تشارك النافذة في مسايرة هذهِ الأيّام.

في اليوم الرابع، البُكاء ينسحب منّي تدريجياً، لا صبر له ليبارز صبري الضعيف هذا، غيّرتُ إتجاه الصور المعلقة على الحائط، ولو كان بإمكاني تغيير الحائط لفعلت، ولكني كنت سأفقد النافذة حينها.

في اليوم السادِس، قرأتُ كثيراً عنْ كل شيء، عدد اللَّاجئينَ حولَ العالم، عدد الألغام المتوقّع إنفجارها في أي وقت، عدد الشُهداء والمَفقودين، عدد القلوب المُنفطرة من الفراق، والعقول التي تسببت في ضياع الشعوب، قرأتُ عن ألآلات الموسيقية، وعن الآثار، عن مُستقبل الإقتصاد وعجز شركات الكهرباء في بلادي، قرأتُ عن أصل الرومان، وعن الكنز المفقود في البحر الميت، وعن كوبابا أول ملكة في التاريخ، تمر الأسابيع دون إدراك الوقت، قرأت وشاهدتُ كُل الأشياء التي تتألم في العالم، الكوارث والأزمات، الشخصيات الهالكة وكل القصص التي طواها الزمان، رأيتُ أن حزني رغم عمقه، إلا أنه لا يمثل سوى نسبة صغيرة داخل عالمٍ كبير.

في اليوم السابع، شاهدتُ الصباح من بدايته على غير العادة، تناولت فطوري المفضل في فناء المنزل، رأيتُ أن شجرتنا أزداد طولها ونضجت ثِمارها، وأن قطتي ستلد قريباً، أن صوت العصافير لايزال جميل، وأنّ الشمس دافئة رغم كُل شيء.

في اليوم التاسع عشَر،

غيرتُ إتجاه سريري لِما كان عليه، و إتجاه المكتبة أيضاً، كل شيء كما مِن قبل، توقفتُ عن الجلوس لِلحظات أثناء إستيقاضي، فَلا شيء يستحق التذكر الآن، أنهضُ فوراً، وأزاحم الأيام بِلا تردد.

في اليوم العشرون :

غيّرتُ إتجاه قلبي❤️.

20.08.2022

Mimina tatay