Mohammadgz - Mohammad LuBBad

ومع غروب شمس أخر يوم من شهر رمضان

يبدو أن الله أرادها خالصة لنا في غزة من دون الناس، هو لم يمنعنا عن العالم، بل منع العالم أن يكونوا معنا!

﴿ ۞ ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وَقِيلَ ٱقۡعُدُواْ مَعَ ٱلۡقَٰعِدِينَ ﴾

يا رب لأجل هذا الدين، لأجل المقاتلين المكلومين الوحيدين، لأجل دموع الأطفال، لأجل النساء المنهَكة،لأجل كل من فقدوا، يا رب أطفئ نار هذه الحرب

يارب،" أليس من بيننا مستضعَف مخذول، من لو أقسم عليك لأبررته؟"

‏لقد حرقوا قلوبنا أحرق الله قلوبهم! المكان الذي كان بمثابة المتنفس الأكبر والملجأ الضخم لكثير من المرضى، أحرقوه! أعدموه وجعلوه أمام ناظرنا قهرًا لنا..

‏قهر الله قلوبهم

كيف انقلبت دواليب الوجود فصار الأمواتُ يسترثون بعضهم بلا خلف؟ نصرخ، نحن الجيلُ الثالثُ الذي قاتلَ وقُتِل، المُطوَّقونَ بِحُروبٍ زُؤام. تختزنُ العظام فينا الموت، المنيةُ تستوطنُ أوصالَنا، يسحقنا الحقد؛ يدكُّنا الغلُّ. يُسدي إلينا اللهُ جلالًا من عنايتِهِ، فنستعطفُهُ ونتابعُ المسيرَ مُتعبين، سائرين في دربٍ لا يعرف غير الوجع، مثقلين بوشاح الأسى، مخترقين متاهات الشقاء والكمد، ولا نملكُ إلا موتَنا جسرًا للنجاة ومرثاةً للمفارقين. بشوقٍ يَلظَى إلى روحِ الحياة.

‏لا أحياءٌ هُنا في المدينة

‏ليرثوا من رحل

‏أخبريني يا غزة كيف

‏أصبحوا الأموات يرثون بعضهم بعضًا.

‏-م.

مرحباً يا أبو أنس.... كيف حالك الآن؟

لا أعرف كيف يخاطب الأموات الأحياء، ولكنك تعرف يا عزيزنا أن العواطف لاتنتهي حتى بالموت، يتغيّر شكلها ربما. نوعها. لكنها لاتزول.

أنت حمّلت روحك وجسدك وعبء كل مسلمين الأرض وكأنك الرجل الوحيد الموكل تحت عباءة الله. كنت مصمماً ولم تتراجع حتى حين سألناك أن تتمهل ولو قليلاً. وكأنك عرفت ماعند الله.. فغادرت.

رحيلك كان عجولاً سريعاً قاهراً.. لصغارك وأهلك وجيرانك ونحن شعبك.. لكنه كان راحة أبدية مما كنت فيه دون نجاة

في أمان الله لرجل الصـاروخية وكتيبتها ومسؤول قاطعها وقائد لوائها وعزيز شمالها.

الشهيد والقائد أبو أنس أحمد الغندور

وانسَ جَرحك يا أخي

‏إن المدن في سباتٍ لن تفيق!

غزة وحيدة💔

مُت شُجاعاً حيثُ عِشتَ خائفاً…

القُدس - ابو ديس - "١٠- يوليو - ٢٠٢١"