.

رسائلكِ تزرع فيّ الشغف، تُجدّده وتُعيدُ إليه نضارته، لهذا أُعيدُ قراءتها كُلّما هجرَني الأمل.

أنا مُمتَنٌ جدًا لكِ، لِلطريقة اللطيفة التي تكتبين بها إليّ، مُمتنٌ لمشاعركِ النبيلة نحو رسائلي باهتة اللون، رديئة الكلمات ومُرّة المذاق.

شكرًا لِأنكِ تكتبين لي، شكرًا لِأنكِ هُنا، تُخفين قُبح العالم بابتسامتكِ، فقط ابتسامة .. فابتَسمي.

إلى القوة المستمدة من أكثر لحظاتِ حياتِنا هشاشة

إلى الأنسِ المنبعث من أشد أوقاتِنا وحشة

إلى الجمال الظاهرِ في أحلكِ الحالات وأقبحِها.

قد يطيح بك التفكير ويقودك إلي القلق والتوتر والجنون أحيانًا .. تشعر بالإرتياب حول ما مضي وحول ما سيأتي تشعر بكثير من المشاعر المتضاربة في آنٍ واحد من ثم تقول أنا وحدي في هذا الهرج ولا أحد يمكنهُ الشعور بي أو يمر بأسوأ مما مررت .. لا يصديقي نحنُ معًا بهذهِ الدائرة التي ندخلها كل يوم رغمًا عنا أنا لستُ هنا لأقول لك بعض النصائح وأحدثك عن الأمل ولكن هون علي نفسك الأمر الأوضاع كلها قابلة للإجتياز كما فعلتها دومًا ستفعلها الأن .. حاول قدر المستطاع أن تهرب بعيدًا عن أفكاركَ وأن تنال قسطًا من الراحة أنت تستحقها بعد كل هذا العناء.

"لسه ماشبعتش طوافة يالي بتطوف من سنين."

ما أعرفه كما أعرف ملامحي

أنك تقتل نفسك بطريقةٍ باردة، تتألم من موقف بسيط قد حدث ومرّ، كان من الممكن أن تتلاشى آلامه بعد وقت قصير إلا أنك تحب مضغ التفاصيل المؤلمة، وتقوم بتشريح المواقف كما لو أنها جثة. تغريك العودة إلى الوراء ثم تتساءل: من الذي أيقظ همي؟، تُلمع أوجاعك التي غفت عنها الذاكرة كما تفعل مع أحذيتك في كل صباح ثم تفكر بهدوء

أي وجعٍ سأرتديه اليوم؟!

الأسود الداكن أم الأسود الفاتح ..

تُعجبك خطواتك وهي تلتهم الطرق الوعرة وتغني كشاعرٍ ذبحت للتو قصيدته.