..

كنت اعيش في مجال واسع من الحياة ..

كأن هذا الكون لا يسعني ، رغم أنني لا أغادر منزلي كثيرا .. لكن الفسحة التي كانت تعطيها لي الآمال و الاحلام كانت كبيرة جدًا

..

رويدًا رويدًا ، حتى شعرت بأن الدنيا ضاقت علي قليلا ..

أصبحت أشعر أن الحياة كلها مختزلة في نفس مدينتي فقط ..

بعد ذلك ، شعرت أن الحياة تقتصر على منطقتي أو الحي الذي أعيش فيه ..

لا أدري كيف وصلت الان لشعوري بأنني أختنق داخل صندوق ضيق جدًا و صغير جدًا ..

أشعر بأنني لا أريد الخروج منه رغم ضيقه و قلة الاكسجين فيه ..

كأن هذا المكان هو أأمن مكان لي على وجه الحياة ..

القلب الذي تعود على الحرمان و تعود على الكسر و الأذى سيشعر بالأمان هناك ..

لأن لا أحد يستطيع أن يشاركني هذا المكان ..

لا أحد باستطاعته أن يطلب مني شيئًا و أنا أعاني عدم الحراك هناك ..

سيتغاضى عني الناس ، سينسون وجودي في ذاك الصندوق ..

سيبحثون عن غيري بلا شك ..

سأكون وقتها مجرد رياح هبت و مضت ولم تترك أثرًا لهم ..

أنا حقًا لا أريد الخروج ..

لا أريد رؤية الضوء من بعيد ..

لطالما ركضت وراءه أملًا في إيجاد طريقي ..

لكنني كنت أقع دائمًا على وجهي ، أتلطخ بالدماء .. أبكي و انتحب طويلًا لحسرتي و قلة حيلتي ..

لطالما بحثت خلفه عن الأمان و الاستقرار ..

لكنه يضعني في مواجهات أخرى قوية تضعفني شيئًا فشيئًا ..

أنا بالكاد أستطيع الرؤية من خارج هذا الصندوق ..

ليست هناك ملامح للحياة ولا حتى رائحة تجذبني للخروج ..

لقد علقت ، علقت هناك كشخص غير راغب بالحياة و لا بالناس ولا حتى باستنشاق الهواء ..

المؤسف ..

أنني كلما تمنيت انتهاء حياتي بشكل سريع ، أزداد عمرًا .

وعذرته لما تساقط دمعهُ

‏ ونسيت أياماً بها أبكاني

‏ وأخذته في الحضن أهمس راجياً

‏جمرات دمعك أيقظت نيراني

‏أتريد قتلي مرتين ألا كفى

‏فامنع دموعك واحترم أحزاني

‏لا صبر لي وأنا أراك محطماً

‏يا من يجرح دمعه أجفاني".

قرأت نصف هذه الرواية .. رغم أنني لست من عشاق الروايات كثيرا.. لكن العنوان جذبني و اسم فلسطين تحديدا قد جذبني.. وقعت بغرام الشخصيات التي بها .. ثم اتخذت قرار عدم اكمالها..

لماذا؟..

بكل بساطة راودني شعور أن احدى تلك الشخصيات ستكون نهايتها الموت .. و أعرف أن الأمر حين يتعلق بقضيتي فإن الأمر يفوق كونه روايه و حروف على الورق .. ستظل الأحداث تدور في بالي و كأنها حقيقة .. لذلك رسمت في مخيلتي نهاية جميلة .. قد لا تمثل واقع الفلسطينيين .. لكنها مفرحة على الأقل. 💜

-روان جابر.

لقد انتزعتك من أحشائي تمامًا ..

رميتك بعيدًا كقطعة غير مرغوب بها ..

كجزء زائد لا حاجة لي به ..

خيرتك بين أن تظل كالروح لي أو أن تمضي و أمضي بلا التقاء ..

و كما توقعت تمامًا .. اخترت الانسحاب ..

لقد ضربتني بعرض الحائط و أدرت ظهرك لي ..

دائمًا ما كان خيارك الأول و الوحيد هو الابتعاد ..

كنت تعرف جيدًا ما أخبئه بين أضلاعي لك ..

كنت و مازلت بعيني مراهقًا لا يفقه أي شيء في معنى " الحب " ..

لطالما كنتَ غبيًا في فهم الكلمات الدفينة و قراءة عينيّ ..

كنت أنظر لك بنظرة لم أعرفها بحياتي إلا معك ..

كنت أشعر وقتها بأنني أنعزل عن كل العالم حين تلتقي عيني بعينك ..

بل كنت أشعر بأن كل الحياة توقفت هنا .. و بقي قلبينا فقط مَن ينبضان بالحياة ..

لقد تجاوزت كل شيء .. تجاوزتني و تجاوزت مشاعري بكل بساطة و مضيت ..

مضيت بعدما تركت ندبًا عميقًا في قلبي .. و روحًا موحشة متقلبة و معتمة تمامًا ..

تركتني أعيش بوجهين..

وجه يبتسم و يضحك بشكل دائم ، و آخر يتقطع و يتآكل من شدة الألم حين يكون وحده ..

أرهقت تفكيري ، أزهقت روحي ..

ما أنا عليه الآن ليس إلا فُتات يعاد تصنيعه ..

و حين لا يكون الانسان كما كان .. فإنه حتمًا لا يقدر على معرفة نفسه .. و يشعر بأنه قد تحول لشيء آخر لا يشبهه ..

جعلتني أبحث بين الناس عن كل شيء أفتقده ..

بحثت طويلًا عن الحب و ما وجدته .. بحثت عن الحنان و قابلت عكسه .. بحثت عن الأمان و لم أجد سوى الخوف ..

لقد أردت أن يحتويني أحدهم ولو بشكل تافه .. لكنني قوبلت بالرفض من كل الجهات ..

أعترف الآن بأنني لم أنكسر منك فقط .. لقد كُسرت ألف مرة من بعدك ، لكنك دائمًا تأتي بالمركز الأول من المؤذين ..

لا علم لي بالقدر الذي أحببتك فيه .. لا علم لي بمدى وقوعي بك أو تعلقي .. كي أصل لهذه الدرجة من اليأس و الأسى و الخيبة ..

إني أجهل تمامًا كيف أنني قد ارتطمت بالقاع دون أن أنتبه لنفسي و أنا أهوي به ..

لكنها الأقدار ..

الأقدار المكتوبة ، و التي لا نستطيع تغييرها ..

رغم كل هذا الصراع و هذا الألم و هذا القهر الذي يعتريني ..

فإني سعيدة لحدوث كل هذا ..

سعيدة لأني عرفت الله بشكل أكبر و اقتربت منه بشكل أكبر و بت أرى لطفه بي و رحمته التي تنزل علي دائمًا ..

لقد تشبثت بالذي لا انقطاع للأمل منه ..

و الذي لا يخذل و لا يغدر و يُهين سبحانه ..

لقد تمسكت بأقوى قوة و أعظم وجود ..

أنا الآن لا أنكسر ، بل إنني و إن مت من الحزن يومًا ، فسأكون مبتسمة ، و تاركة خلفي ورقة صغيرة مكتوب عليها " حاربت طويلًا و كان الموت هو الهزيمة الوحيدة التي انتظرتها " .

#روان_جابر .

انتزعت فكرة الحب من رأسي منذ سنوات ..

تغيرت الناس و تغيرت نظرتهم اتجاه هذا الشيء العميق و الجميل ..

في الحقيقة قد قتلوه في عيني و أصبحت لا أؤمن بوجوده بين أنثى و رجل ..

ومع ذلك قد كنت أحاول جاهدة أن أعيد إيماني به ..

من واقع ما قد مررت به و ما رأيت و ما أحسست و ما تكرر على قلبي و مسمعي .. فقد أيقنت أنه أصبح شبه معدوم في زمننا ..

و أن الذين يحبون بصدق ما هم الا نسبة قليلة قد لا تتعدى ٥٪ ..

لقد كان نصيبي من هذه الدنيا أن ينفطر قلبي مرارا و تكرارا من الذين أحببتهم بكل جوارحي و قدمت لهم قلبي على طبق من ذهب .. ومن الذين اعتقدت أنهم سندي و مصدر قوتي ..

ومن الذين قلت عنهم يوما بأنهم أصدقاء ..

الحب لو لم أعرفه يوما لقلت بأنه عدوي اللدود و بأنه بلاء و مرض ..

لكنني وقعت فيه و عشت اياما لطيفه..

قد تُعد على الأصابع لكنها كانت لطيفة على قلبي بالنهاية ..

و لأن كل شيء قابل للانتهاء في هذا العالم .. فقد انتهى الحب من قلبي و أصبح فارغا و جافا و قاسيا ..

و تعلم هذا القلب كيف يقاوم و كيف يقوى و يحارب كل أوجاعه بنفسه ..

لم أجد شخصا يستحق حبي و تضحيتي و صبري ..

وقد آمنت مؤخرًا بأن لا أحد يستحقني .

#روان_جابر .💜